جنة الخلود عضو نشيط
النوع : عدد المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 03/07/2009
بطاقة الشخصية مساهمتى:
| موضوع: فوائد مقتطفة من دروس للشيخ الحويني - من أدب الأنبياء في الدعوة الأربعاء أغسطس 19 2009, 22:21 | |
| كما قال إبراهيم عليه السلام وهو يعرف رب العالمين للناس، فقال: { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } [الشعراء:78-81]. فذكر ضمير الرفع المنفصل: (هو) في ثلاثة مواضع، وأخلى الموضع الرابع منه: { وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ }[الشعراء:81] لم يقل: (هو)، والقضية المرتبطة التي يشترك فيها العبد مع الرب تبارك وتعالى ذكر فيها ضمير الرفع هو: { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ } [الشعراء:78] لأنك ربما قلت: كنت ضالاً جاهلاً، وكنت غير ملتزم فهداني فلان. والهداية يشترك فيها العبد والرب تبارك وتعالى، مع التباين بين هداية العبد وإرشاده، وهداية الرب التي هي استقامة على طريق الإسلام فعلاً . فلما التبس الأمر بين العبد وربه قال: (هو) أي: لا غيره، هو لا غيره الذي يشفيني، { وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ }[الشعراء:79] من الجائز أن يقول الإنسان: كنت سأموت لولا أن فلاناً أطعمني وسقاني. نحن نقول: إن الله تبارك وتعالى يخلق فيك الشبع بسبب الطعام، لا أن كل طعام يشبع، فلربما أن الإنسان يأكل ولا يشبع، ويشرب ويحتاج إلى تناول الماء، فلو كان امتلاء المعدة النعمة بالماء والطعام دافعاً للجوع لما جاع آكل ولما ظمئ شارب، وهذا ليس معناه نفي الأسباب نفسها لا، الله عز وجل هو الذي يخلق الري في الشراب، ويخلق الشبع في الطعام. يقول: إبراهيم عليه السلام: { وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ } [الشعراء:79] هو الذي يشبعني، كما في الصحيحين: (أن رجلاً كافراً جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اسقني يا محمد. فحلب له لبن شاه، فشرب، ثم قال: اسقني، حتى شرب سبع مرات، ثم أسلم بعد ذلك، وجاء في إحدى المرات فقال: اسقني يا رسول الله؟ فحلب له لبن شاة، فشربها وحمد الله، فقال صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء ) . فلما التبس هذا الأمر أكده إبراهيم عليه السلام بضمير الرفع، وأن الذي يشبع هو الله، ليس مجرد أنك تناولت الطعام؛ ولذلك قال الله تبارك وتعالى: { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى } [الأنفال:17]. (وما رميت -أي: وما أصبت- إذ رميت -لما أرسلت السهم- ولكن الله رمى). ثم قال إبراهيم عليه السلام: { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [الشعراء:80] انظر إلى الأدب! نسب المرض لنفسه؛ وأنه هو الذي أمرض نفسه، وكان مقتضى الكلام أن يقول: (وإذا أمرضني فهو يشفين)؛ لكن تأدباً لم ينسب المرض إلى الله، كما قال العبد الصالح: { فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا } [الكهف:79]، فنسب هذا إلى نفسه، ولما ذكر التفضل قال: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا } [الكهف:82]. نحن نتعلم طريقة عرض الأنبياء للدعوة إلى الله في كتاب الله عز وجل، لتعريف الناس بصفات الله تبارك وتعالى، فنتعلم الدقة في سلامة الألفاظ. ولما جاءت القضية الرابعة التي لا خلاف بين الناس فيها، ولا تحتاج إلا تأكيد، وهي قضية الموت والإحياء؛ لأن هذه مسألة لا يجادل فيها أحد، ولذلك ما أكدها، هكذا فليكن الدعاة إلى الله تبارك وتعالى.
| |
|
طيور الجنة مشرفة قسم مجلة منتدى عبير الجنة
النوع : عدد المساهمات : 357 تاريخ التسجيل : 24/06/2009
بطاقة الشخصية مساهمتى:
| موضوع: رد: فوائد مقتطفة من دروس للشيخ الحويني - من أدب الأنبياء في الدعوة الخميس أغسطس 20 2009, 01:21 | |
| جزاكى الله الجنه اختى مواضيعك رائعه جدا | |
|
صمت الفرح مشرفة قسم مجلة منتدى عبير الجنة
النوع : عدد المساهمات : 458 تاريخ التسجيل : 20/05/2009
| موضوع: رد: فوائد مقتطفة من دروس للشيخ الحويني - من أدب الأنبياء في الدعوة الجمعة أكتوبر 16 2009, 02:54 | |
| | |
|