أتينا إلى هذه الحياة في رحلة قصيرة؛ لنتزود منها للقاء الملك الذي خلقنا ثم أماتنا، ثم يحاسبنا على ما فعلنا في هذه الرحلة القصيرة
الرحيل حقيقة قد تكون مؤلمة، ولكنها حتمية واقعة
كل ما حولنا يذكرنا برحيلنا.. ميت يموت في كل يوم
.. حبيب لك يفارقك.. لذة تحبها تنتهي
.. عمرك يتناقص بين يديك في كل يوم ولا سبيل لك إلى استرداد ثانية مرت منه!
كل هذه الحقائق تصرخ فينا قائلة: أنتم راحلون
أيها الراحلون: لاتطمئنوا إلى الرحلة؛ فإنها رحلة قصيرة
أيها الراحلون: سيروا في طريقكم إلى ربكم طوعاً، وإلا فإن الزمان يسير بكم كرهاً!
أيها الراحلون: لاتضجروا؛ فغداً سيفرح السائرون ويتحسر المتباطئون
أيها الراحلون: اسمعوا ما يقوله هذا الراحل الذي سبقنا في الطريق وانتهت رحلته:((الناس منذ خلقوا لم يزالوا مسافرين ، وليس لهم حط عن رحالهم إلا في الجنة أو النار، والعاقل يعلم أن السفر مبني على المشقة وركوب الأخطار. ومن المحال عادة أن يطلب فيه نعيم ولذة وراحة، إنما ذلك بعد انتهاء السفر. ومن المعلوم أن كل وطأة قدم أو كل آن من آنات السفر غير واقفة، ولا المكلف واقف ، وقد ثبت أنه مسافر على الحال التي يجب أن يكون المسافر عليها من تهيئة الزاد الموصل، وإذا نزل أو نام أو استراح فعلى قدم الاستعداد للسير)). - الفوائد لابن القيم-
أيها الراحلون تجهزوا
أيها الراحلون
الدنيا حلم
والآخرة يقظة
وما بينهما أضغاث أحلام
أحلام نوم أو كظل زائل******* إن اللبيب بمثلها لايُخدع