وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} . [الحشر/7]
إخواني وأخواتي الأعزاء ؛
تعالوا معي نتعرف على شيء من تعاليم ديننا الحنيف ، شيء ننتفع به في آخرتنا ، يكون لنا عونا ودافعا لدخول الجنة ، برحمة الله وفضله.
ودعونا نتعرف على هذه التعاليم عن طريق نبينا صلى الله عليه وسلم ، فهو الطريق الأقوم ، وليس هناك من طريق سواه.
وسوف تكون هذه المشاركات تحت هذا العنوان : {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
وسنتعرف في كل مشاركة من هذه المشاركات على حكم من أحكام ديننا الحنيف ، راجين من الله تعالى أن يفقهنا في ديننا ، وأن يشرح صدورنا للإسلام.
ولنكن صادقين مع أنفسنا ، خالصي النية في اتباعنا لنبينا الكريم ، مستبعدين للهوى ونوازع الفرقة والخلاف عن أنفسنا ، وأن يكون توجهنا ووجهتنا شطر نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
هذا وبالله التوفيق ، ومنه العون والسداد.
وقبل البداية لابد لنا أن نرسي لأنفسنا بعض القواعد والأسس والأُطُر العامة ، في اتباع نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم ، وهذه الأسس والقواعد ليست من عند أنفسنا ، ولكنها نابعة من ديننا القويم ، من كتاب ربنا الكريم ، وسنة نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وأول هذه الأسس والقواعد ؛ {وتؤمنون بالكتاب كله}.
وهذا معناه أن نحتكم في كل ما نختلف فيه إلى كتاب ربنا العزيز ، وأن نرد الأمر كله إليه ، فإذا حكم لنا أو علينا ، فقولنا هو قول المؤمنين المخلصين الطائعين : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ؛ {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وثانيها ؛ وهو عنوان مشاركاتنا : {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
وهو من أهم الأسس والأُطر العامة التي لابد للمسلم أن يلتزم بها في حياته الدنيا ، حتى ييسر الله له أمر دينه ودنياه.
وثالثها ؛ وهو أساس متين وأصل أصيل أرساه لنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ؛
فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
"خَطَبَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ فَرَضَ الله عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ الله ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ، ثُمَّ قَالَ : ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ ، وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ.".
أخرجه الحميدي ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم.
هل قرأتم معنا : "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ" تأملوا وتدبروا هذا النور ، وهذه الرحمة من الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، فلو أننا التزمنا بما في هذا النور من الخير والفضل لما كان بيننا خلاف ولا نزاع