بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
أختاه كم لك في خاطري كلمات:
هل فكرت يوما ً أنك مختلفة أي متخلفة ، أجاوز تفكيرك حدود الحدود وأنبأك أنك قد سرت خلاف الزمان ، وأنك قد سلبت الجمال ، غنيت بعيدا ً عن سرب الحمام ، فلم أختي إن كان هذا ؟
تحركت في قلبي الكلمات ، وأنشدت على شفتي الجمل ، ما أبهى تلك التي في الحياء تزينت ، وتلونت بالصفاء ، استحذت الدنيا ، التفت بالإباء ، ما أرق تلك التي
سارت على مهل ، لم تنشر الإلفات لم تجلب النظرات ، إلى الله في عجل تمر كالنسمات ، لا تغلق أبواب الشيطان إلا لتفتح أبواب الرحمن ، تسل من أدبها سكينا تقطع
ألسن المتقولين ، من لاكوا كل من سارت بلا نور على غير هدى .
أختي :
هل أنت حزينة لحالك آيسة على الجمال ؟ فاعذريني إن قلت ذهبت بعقلك الأقوال ، فما الجمال إلا ثوب يستر ، ما الجمال إلا حجاب يمنع ، يستر العطر الذي إن
فاح ضاع ، يمنع الشمس من أن تذبل الزهور ، يجدد معنى الجمال فيستمر . ما أحتجبت إلا لحسن ، فما تريد الفتنة ولا الضلال ، وما تلونت تلك بالأصباغ إلا لعجز
ونقص في تفكيرها ، أرادت أن تعوض بعض ما فاتها فتلك مريضة الحشا .
أختاه:
في الدنيا ورود أنت أحلاها ، إن لم تحفظ ضاع بهاها ، سلبت دبابير الأرض عبيرها ، امتصت صراصير الغدر ألوانها ، أشواك الزهور تحميها من أيدي
القاطفين ، وتبقي دليلا ً على إبداع مولاها ، وإحسان من سواها ، وتصون بجلبابها عفافها وعلاها .
أخيتي:
النوار كي يثمر ، وتبزغ منه اللذائذ ، لا بد يتقوى من ماء البقاء ، وأنت كي تنبتي فلذات تكون الهمم العاملة ، والقمم الشامخة تزودي من بئر الحياء واشربي ، لا
تكوني نوارة تسقطها ريح الأبصار لأنها جفت من غير حياء ،
لا تكوني غصنا ً تكسره يد الختار قد نشف .
يا ابنة عائشة:
كم تروقني الزهور تميل حياء ً تحت الرياح ، لا تخاف ولا ترهب ، لكنها تقدر الأهوال ، تتفهم الأحوال ، فتنحني حتى لا تحطم ، وكم هي رائقة عينك حين
تهبط إلى الأرض تنظر فيها عندما فجأة تصادفها عين الرجال ، تنحني لا تهاب ولا ترتجف ، لكن تعي معنى الحياء شعبة من الإيمان .