الفجر القادم مشرف قسم دين ودنيا
عدد المساهمات : 220 تاريخ التسجيل : 19/06/2009
| موضوع: أسباب تخلف المسلمين الأربعاء يناير 20 2010, 22:44 | |
|
أسباب تخلف المسلمين
يتناول الدرس النظر إلى واقعنا، والنظر إلى ماضينا، والبون الشاسع والفرق الهائل،و من هذا المنطلق تناول أبرز أسباب تخلف المسلمين، و الآثار التي نتجت من تلقاء تخلف المسلمين؟ ثم وسائل العلاج .
نقلب صفحات الماضي المجيد، ونجد أن القرآن يتحدث عن هذه الأمة فيقول : ]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [110] ] [سورة آل عمران] ننظر إلى واقعنا، وننظر إلى ماضينا، فنجد البون الشاسع والفرق الهائل.. ننظر كيف كانت هذه الأمة التي هابتها الفرس والروم، ثم كيف أصبحت غثاء كغثاء السيل، لا يأبه الله بهم في أي واد هلكوا! بعد أن كنا سادة وقادة، ماذا دهانا؟ ماذا أصابنا؟ هذا هو موضوعنا .
من هذا المنطلق، وأخذاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ] مَنْ لَمْ يَهْتَمّ بَأَمْرِ المُسْلِمينَ فَلَيسَ مِنْهُمْ] رواه الطبراني في الصغير والأوسط. جلسنا نلتمس الأسباب، ونبحث عن العلل؛ علنا نصل إلى الداء، ثم نشخص الدواء بعد ذاك .
أبرز أسباب تخلف المسلمين:
سقوط الخلافة ألإسلامية: منذ بزغ فجر هذه الرسالة والخلافة قائمة، يتناقلها خليفة عن خليفة، وجيل عن جيل، وأمة عن أمة، وأدرك العدو أنه لن تموت هذه الأمة مادام لها أمير للمؤمنين؛ فسلطوا سهامهم، وشرعوا أسلحتهم، وحاكوا المؤامرات تلو المؤامرات حتى أسقطوا هذه الخلافة. واستطاعت أوربا ممثلة ببريطانيا أن تصور أن الخلافة شبح رهيب، وسموها بالرجل المريض، وأثاروا النعرات والقبليات، ثم بعد ذلك ساعدهم كثير من المسلمين حتى اعتبروا أن عدوهم الأول هي الدولة العثمانية أو الخلافة الإسلامية حتى أسقطوها.
فصل الدين عن الدولة: سبب رئيسي للمآسي التي نعيشها، لماذا؟ لأنه لا يمكن أن يُحكم البشر إلا بشريعة رب البشر، فإذا أبعدت هذه الشريعة عن الساحة؛ حُكم البشر بسنن البشر، والبشر عاجز وقاصر، وبهذا حل فينا ما حل !
ويزداد ألمي عندما أجد أن كثيراً من المنتسبين للإسلام- والإسلام منهم براء- أشد اقتناعاً بفصل الدين عن الدولة أي: بالعلمنة بمفهومها الصحيح.. يقولون:' دع ما لله للهِ وما لقيصر ليقصر' ونقول لهم: الكل لله سبحانه وتعالى: }الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ [56] {[سورة الحج] نعم، فصل الدين عن الدولة مخطط رهيب؛ لأن أولئك الأعداء علموا أن القرآن هو عدوهم الأول، ولذا جندوا جنودهم لإبعاد القرآن عن حكم المسلمين- وقد نجحوا وللأسف- وكثير من المسلمين لا يدركون خطورة هذا الأمر، وهو خطر داهم وشر قائم . والمسلمون الآن في مشارق الأرض ومغاربها-إلا من عصم الله- يُحكمون بقوانين الشرق والغرب، بقوانين اليهود والنصارى والوثنيين، ولكنهم لا يخضعون لحكم الله، ومن تخلى عن حُكم الله؛ تخلى الله عنه: }أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ [83] { [سورة آل عمران]
}وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ[44] {[سورة المائدة] .. } وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[45]{ [سورة المائدة] .. }وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[47]{ [سورة المائدة] .
الهزيمة النفسية أمام الأعداء: وهذه القضية من أخطر ما أدى بنا إلى ما نحن فيه، يقول الأمير شكيب أرسلان: ' من أعظم أسباب انحطاط المسلمين في العصر الأخير فقدهم كل ثقة بأنفسهم وهو من أشد الأمراض الاجتماعية، وأخبث الآفات الروحية، لا يتسلط هذا الداء على أمة إلا ساقها إلى الفناء'.
الهزيمة النفسية مرض خطير أشد فتكاً من مرض السرطان، والمسلمون الآن أصيبوا بالهزيمة النفسية، وما دخل علينا الأعداء إلا بعدما أصبنا بالهزيمة النفسية.. أصبح لدى كثير من المسلمين قناعة بأنهم لن يهزموا عدوهم، كيف نهزم أوربا؟كيف نهزم أمريكا؟ لديها من السلاح، ولديها من العتاد، ولديها ولديها ولديها، فأصبحوا خير أبواق لأوربا، وأمريكا، ولروسيا، ولغيرها من الشرق والغرب.. والهزيمة النفسية مرض فتاك حكى الله ذك في سورة الحشر:
} فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ [2] {[سورة الحشر] وقد جعل الله من خصائص هذه الأمة كما بيّن صلى الله عليه وسلم أنها: تُنصر بالرعب مسيرة شهر. إذاً: إذا أحس العدو بالرعب فهذا أولى علامات السقوط.
الجهل وتخلف المسلمين في العلوم الإسلامية والعلوم المادية: كثير من المسلمين جهلة في دينهم، جهلة في دنياهم، وهذا سبب أساسي للمرض الذي نعيش فيه، والداء الذي وصلنا إليه.
الإعجاب بالغرب واعتباره القدوة الصالحة: إعجاب يبينه البعض، ويبيته البعض الآخر، حتى وصل الإعجاب بالغرب إلى أن يكون الذهاب إلى بلادهم أمنية يتمناها كثير من المسلمين، فيفتخر أنه زار أمريكا، أو زار أوربا .
وإعجاب كثير من المسلمين بالغرب، والسير في ركابهم، واعتبارهم القدوة الصالحة أوصلهم إلى ما أوصلهم.
نعم، إعجاب كثير منا بالغرب أوصلنا إلى ما أوصلنا إليه، حتى أننا رأينا من صور الإعجاب أنه إذا اشتهر رجل منهم بأحد أوجه الفساد كالغناء، أو الرقص، أو لعب الكرة، أو نحوها؛ وجدنا من يقلده بعد ساعات.. سئل أحد شباب المسلمين: من هو مثلك الأعلى ؟ ويجب أن يكون مثله الأعلى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ماذا قال؟!
قال: إن مثلي الأعلى هو لاعب الكرة [مارادونا]!!
والبعض يخجل من أن يلبس لباسه العادي إذا خرج إلى أوربا، ويبحث عن أفضل ما أخرجت الموضات الفرنسية، أو الموضات الأوربية؛ إعجاباً وتقليداً !
الإفساد باسم الإصلاح والتطور: وذلك تضليل للأمة، وهذا ما يحكيه سبحانه وتعالى عن المنافقين، ويقول عنهم:
} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ[11] { [سورة البقرة]
باسم الإصلاح: انتزعت أهم خصائص مؤسسات الأمة الإسلامية..الأزهر بعراقته ضاع باسم الإصلاح والتطوير.
باسم التطور والحضارة والمدنية تنتهك حرمات الله سبحانه وتعالى، ويضرب بأمر الله عرض الحائط .
اجتماع كلمة الأعداء علينا مع تفرقهم وتشتتهم : } تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى [14] {[سورة الحشر] ولكنهم يجتمعون علينا، الخلاف بين روسيا وأمريكا عريق قديم، وسيظل طالما استمروا على وضعهم ومبادئهم، ولكنهم يتفقون على ما يكون ضد المسلمين، هذه قضية لا يناقشون فيها أبداً..يختلفون ويتقاتلون ويتناحرون إلا في شيء واحد: ما يخص المسلمين، فهم يتفقون على ما يهيننا ويذلنا وينزع الكلمة من بيننا.
الجهود التي بذلها المستشرقون والمستغربون : المستشرقون أمرهم معروف، ولكن من هم المستغربون؟
هم الذين ذهبوا إلى أوربا، وتعلموا في أوربا وأمريكا وغيرها، وجاءوا ليبثوا ولينشروا بيننا ما تعلموه هناك كَمُثُلٍ لا تقبل النقاش ولا الجدل، يرجع أمثال طه حسين ويقول:'علينا أن نلحق بفرنسا حتى في شكل اللباس'.
هؤلاء المستغربون نالوا الشهادات العالية من هنا وهناك، وجاءوا إلى بلاد المسلمين، واحتلوا فيها القيادة والمناصب والريادة، وقادوا المسلمين إلى التأخر والتقهقر.. يعيشون بيننا ويتكلمون بلغتنا، بل إن بعضهم قد يدخل إلى مساجدنا، ووالله إن هؤلاء أشد خطراً من المستشرقين. هؤلاء هم من الأسباب الرئيسية التي أوصلتنا إلى الوضع الذي نعيشه .
ضعف القدوات لدى العلماء والقادة: في السابق كان العلماء والقادة هم القدوة التي يقتدى بهم، ولكن هذا الجانب ضعف في عصرنا الحاضر، فلم يعد كثير من العلماء أهلًا لئن يقتدى بهم.. فقدوا مقومات القدوة الصالحة؛ ولذلك وبسبب ضعف القدوة لدى هؤلاء اقتدى الناس بالمنحرفين.
ذهبت إلى بعض البلاد الإسلامية وحين تسألهم أين علماؤكم ؟ ويا للأسف تجد أشباه علماء يقودون الناس إلى جهنم لماذا ؟ لأنك تجد هؤلاء قد يحملون شهادات عالية ولكنهم لا يلتزمون بشريعة الله وإن تسلموا المناصب باسم العلماء، وباسم التوجيه وتجد أن بعضهم وهم من المنتسبين إلى العلماء مفتون بالغرب.
فإذا ضعف جانب القدوة لدى العلماء؛ بحث الناس عن القدوة فلم يجدوها، فاقتدوا بالشرق وبالغرب وبمن هب ودب.
خيانة بعض المسلمين لدينهم ولأمتهم: أصبحوا عملاء للشرق والغرب، عملاء لأعداء الله؛ فخانوا الله والرسول، وخانوا أمانتهم ودينهم.
نشوء العصبيات والقبليات: العرب أمة مشتتة مفرقة، جاء الإسلام وهي هكذا، بما اجتمعت ؟
هل اجتمعت تحت لواء قريش ؟ أو باسم مكة أو الحجاز ؟ لا، إنما جمعتهم ووحدتهم كلمة الإسلام، كلمة لا إله إلا الله، ودان الشرق والغرب لهذه الكلمة بعد العصبيات وبعد التفرق.
رأى العدو أن من أفضل الوسائل التي تبعدنا عن ديننا أن ينشيء فينا العصبيات: القومية العربية، القومية التركية، القومية الكردية.
بعد أن فرقوهم إلى قوميات جاءوا بالوطنية حتى تفرق العرب أيضاً إلى بلاد كل منهم ينتسب إلى وطنه،
ثم جاءوا بالإقليمية: أهل الوطن الواحد يتفرقون، هذا من وطن كذا وهذا من بلد كذا..عصبيات وإقليميات وقوميات ووطنيات مزقوا فيها شمل أمتنا .
الجبن والخوف وحب الدنيا وكراهية الموت: هلع وخوف أدى بنا إلى ما نحن فيه.
هذه فيما أرى أبرز الأسباب التي أوصلت المسلمين إلى الوضع المتخلف والمتأخر الذي استطاع أن يعبر عنه الشاعر عندما قال:
كم صرفتنا يد كنا نصرفها وبات يملكنا شعب ملكناه. الآثار التي نتجت من تلقاء تخلف المسلمين؟
الانحراف الفكري : ويتمثل هذا بالإلحاد وانتشار المذاهب الهدامة.
فساد بعض مناهج التعليم : وتختلف البلاد في ذلك، فبعضها لا يعترف بالشريعة الإسلامية، أو بمناهج التربية الإسلامية إطلاقاً،وبعضها يضعها في منزلة كمناهج النصارى واليهود، وبعضهم يأخذ منها، ويزدادون وينقصون على حسب اختلاف القائمين على الأمر. ومن أبرز القادة الذين حملوا لواء الانحراف الفكري: طه حسين وأمثاله .
الخلل الاجتماعي: ويتمثل في عدة صور:
الأسرة: العلاقة بين الزوج وزوجته.. بين الابن وأبيه.. بين الأخ وأخيه...أوضاع الأسر الآن تعاني من مرض عضال.
المرأة: استخدموا المرأة سلاحاً فتاكاً حتى أوصلوا نساء المسلمين إلى وضع لا نحسد عليه !
الإسلام صان المرأة وأكرمها، والعربي - حتى قبل الإسلام- كانت لديه حمية خاصة تجاه المرأة، ولكن في عصرنا الحاضر: لا دين ولا حمية..المرأة هي السيدة المطاعة، وجهوا لها السهام واستعملوها واستغلوها أبشع استغلال.
استخدموا المرأة باسم الحرية،باسم التمدن،باسم مساواة الرجل، وهذا خطير، فانتبهوا إلى المؤامرات التي تحاك لنسائكم.
الانحراف الخلقي: الآن هناك انحراف خلقي لدى كثير من شباب المسلمين، بل إنه تعداهم إلى من يزيد عمره عن الستين- والعياذ بالله- وهذا أثر من آثار تأخرنا وتخلفنا، وبعدنا عن كتاب الله سبحانه وتعالى
الفساد الاقتصادي : وما عرفنا النظام الرأس مالي أو الغربي، والنظام الاشتراكي إلا بعد تخلفنا.
ومن مظاهر هذا الفساد الاقتصادي:
استغلال ثروات الأمة من قبل الكفار.
استثمار أموال المسلمين في بلاد النصارى.
أهم المشاريع التنموية التي تقام في بلاد المسلمين تقام تحت ظل الشركات الغربية والشرقية.
أرصدتنا عند أعدائنا يتمتعون بها : حتى قالت إحدى الصحف الأوربية:' لو سحب العرب أرصدتهم من بنوك أوربا وأمريكا؛ لانهارت أوربا وأمريكا خلال ساعات'. يشتغلون بأموالنا وهذا خلل اقتصادي منشؤه تخلفنا.
عدم الهيبة أمام الأعداء : أصبحنا غثاء كغثاء السيل، لم يعد المسلم كما كان في السابق: له الهيبة والمنعة والقوة.
أصبح يتندر به، ويضحك عليه، رمزاً للسخرية والاستهزاء والضعف.. نعم، نزعت المهابة من قلوب أعدائنا نحونا؛ لأننا لم نخف الله تعالى، ولم نتقه، ولم نطعه.
التحول من السيادة إلى مؤخرة الأمم : الآن نحن نكرر عبارات وضعت لنا من قبل أعدائنا، فنكرر دائماً:العالم الثالث والعالم النامي، ثم نأتي ندرس هذا على أنها حقائق يجب أن يحفظها أبناؤنا..رضينا بهذه المنزلة التي أعطيت لنا من قبل أعدائنا، وهذا هوان وضعف وذلة .
اليأس والقنوط : ويتبع هذا اللامبالاة والتبلد وعدم الإحساس بمشكلات الأمة .
انشغال الفرد بمستقبله عن مستقبل أمته : رجل- وليس عامياً – قيل له: ما هي أمنيتك العظمى؟
قال: أن أملك بيتاً أعيش فيه . سبحان الله ! وأين أمنيته لتحرير بلاد المسلمين ؟! أين أمنيته للخروج من الواقع الذي نحن فيه ؟! كثير من المسلمين انشغل بمستقبله، فيشتغل الليل والنهار بمستقبله الخاص، وينسى مستقبل أمته، أو لم يبالي بمستقبل أمته.
من وسائل العلاج:
العودة الصادقة إلى الإسلام : العودة الصادقة إلى الله تعالى، وتحكيم شريعة الإسلام، ووالله لا حياة لنا، ولا مجد، ولا عز، ولا فخر إلا بالعودة إلى الله وتحكيم شريعة الله،ومتى ما تخلينا عن ذلك تخلى الله عنا:} إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ[7] {[سورة محمد] ولكن في آية أخرى: }وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ[38] { [سورة محمد] .
}إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [11] {[سورة الرعد] غيروا ما بأنفسكم إلى الأسلم والأحسن والأحوط حتى يغير الله وضعنا.
عليكم بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: حين تركنا الجهاد، وأخذنا بأذناب البقر، نلهث وراء الدنيا ونركض؛ حل بنا ما حل،'لن يصلح حال آخر هذه الأمة إلا بما صلح به حال أولها' صلح أول هذه الأمة، بالجهاد؛ لذا أقول لكم: ربوا أبناءكم على حب الجهاد في سبيل الله، والموت في سبيل الله.. أعداؤنا يحيكون لنا المؤامرات، ونخشى أن ينقضوا علينا بين عشية وضحاها، أحاط بنا الأعداء إحاطة السوار بالمعصم، في الشرق أعداء، في الجنوب أعداء في الشمال أعداء، في الغرب أعداء، أين المفر؟ } فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ [50] {[سورة الذاريات]. ربوا أبناءكم على الجهاد، ربوهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ربوهم على الرجولة، كثير من شبابنا مائع، لا يتحمل حتى لفحة الهواء، ولا ضربت الشمس، هل هؤلاء على استعداد ليواجهوا عدوهم ؟
وسنن الله الكونية لا تختلف، إن بقي أولادنا على أساليب تربيتهم الآن في اللهو والعبث والسهر وحب الذات، فلا تلوموا إلا أنفسكم ، هذه سنن الله لا تتغير.
العزة والاستقلال والتخلص من الهزيمة النفسية: الهزيمة النفسية مرض فتاك إن لم نتخلص منه؛ فستحل بنا العقوبة تلو العقوبة .. ولابد من الشعور بالعزة، وأن أعداءنا هم الأذلة: }وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ[8] {[سورة المنافقون].
اجتماع كلمة المسلمين، وتعاونهم في ما بينهم : وهذه لن أعلق عليها؛ فهي واضحة جلية.
عودة دور العلماء في المجتمع، وتسلمهم ذروة القيادة: أطالب وأؤكد على ذلك، التفوا حول علمائكم، التقوا بعلمائكم، فنحن نجد هوة كبيرة بين علمائنا وبين أبنائنا . لا بد أن يرجع للعلماء دورهم وقيادتهم ومهابتهم وقيمتهم، ودوركم في هذا المجال: أن تتجهوا وتوجهوا أبناءكم إلى علمائكم، يتعلموا منهم ويستفيدوا منهم، ويحيطوهم بمشكلات الأمة. العلماء لهم دورهم في الأمة، فلابد من عودة دور العلماء الصادقين المخلصين، الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم.
إصلاح مناهج التعليم، وتطهير وسائل الإعلام من الفساد : وسائل إعلام المسلمين مليئة بالفساد، مليئة بالانحطاط من صور النساء ومن غيرها، فلابد من عودة صادقة. وأطالبكم بالنصح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إذا رأيتم منكراً في صحيفة، أو في جهاز مسموع أو مرئي، هل كل واحد منكم يكتب فيها ينبه ويخوف هؤلاء المسئولين من الله سبحانه وتعالى ؟ أم نحن استسلمنا ويأسنا وقنطنا ؟ كل واحد منكم مسئول، على ثغرة، اللهَ الله أن يؤتى الإسلام من قبله.
التربية الصالحة والاهتمام بالأسرة: اهتموا بأسركم، عودوا إلى أسركم، وكما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: [كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ] رواه البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي وأحمد. صدق صلى الله عليه وسلم، بدأ بالأمير وانتهى بالخادم مروراً بالأب ومروراً بالأم..القائد الأول مسئول أن يرعى رعيته ضمن منهج الله، وضمن حدود الله سبحانه.. والأب مسئول، والأم مسئولة.
نريد الأم الصالحة المخلصة، نريد الأم الصادقة التي تضحي في سبيل دينها وعقيدتها، لا في سبيل ما يريده أعداؤها منها من الأزياء والخروج إلى الشوارع والمناسبات، وتضييع بيتها، فانتبهوا إلى أسركم خوفاً من أن يصيبها الداء، وقد أصاب الداء بعضها. ليعد للأب وللأم دوره في أسرته، فهذا من أهم وسائل العلاج للوضع الذي نحن فيه، فإذا أخرج لنا كل واحد منكم من بيته رجالًا، فبعد أيام وبعد سنوات –ولا نستعجل العلاج- سيخرج لنا جيل –إن شاء الله- يحمل الريادة والقيادة والسيادة..أنتم مسئولون عن ما في بيوتكم، أنتم مسئولون عن من تحت أيديكم.
ليست مسئوليتكم أن تأمنوا لهم الأكل والشرب والملبس لا، هذا مطلب، ولكن أهم من ذلك أن تربوهم وفق منهج الله سبحانه وتعالى.
لما تخلينا عن مسئوليتنا، وتخلينا عن قيادتنا وسيادتنا وريادتنا في بيوتنا..لما تركناها لغيرنا عن طريق: آلة اللهو، عن طريق الصحف، عن طريق الخدم والحشم والأصدقاء . وأصبح الأب متفرجاً على مسرحية تقام في بيته، ونار تلتهب في بيته ولا يطفئوها..عودوا إلى الله، خافوا من الله قبل أن تحل بكم عقوبة لا ندري ما هي نتيجتها.
من الذين يمشون ويسرحون في شوارعنا، هل هم أبناء النصارى؟ لا، إنهم أبناؤنا، أين دور آبائهم؟ أين دور أمهاتهم؟
لماذا نحمل التبعة على غيرنا، ونحن مسئولون عن هذا الأمر؟ أنتم المسئولون فعودوا إلى الله.
لا بد من تطهير ووقاية المجتمع من وسائل الفساد والإفساد : مجتمعنا مملوء بوسائل الفساد والإفساد؛ فلابد من التطهير والتنقية.
هذه أهم الأسباب التي أراها ولابد منها حتى نعود إلى عزنا ومجدنا وسؤددنا، ولابد أن نتذكر قوله تعالى:
} كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ[110] {[سورة آل عمران].
وقوله تعالى: }وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا[103] {[سورة آل عمران] .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل الفجر القادم في الأربعاء يناير 20 2010, 23:01 عدل 1 مرات | |
|
ابو صهيب عضو نشيط
النوع : عدد المساهمات : 65 تاريخ التسجيل : 19/01/2010
| موضوع: رد: أسباب تخلف المسلمين الأربعاء يناير 20 2010, 22:48 | |
| موضوع جميل ورائع جزاك الله خيرا | |
|