وقليل من عبادي الشكور...!!!

هل استيقظت اليوم ورأيت النور بعينيك وسمعت الصوت بأذنيك



هل مازال قلبك يدق بين جنبيك



هل حملتك قدماك إلى أحب الأماكن إليك هل تكلمت ففهم الآخرون عليك



و حملت ما أردته بيديك هل استذوقت الطعام والشراب من صنع يديك



و كان البرد قارسا فتدفأت بملابس لديك و هل تخرج وتدخل بمفردك



دون الحاجة لمساعدة من قريب أو بعيد هل تتنفس الهواء برئتيك


هل تستطيع إخراج ما في جسدك يؤذيك هل تسكن بيتا يؤويك هل تملكين



مالا ولو قليلا يغنيك هل أنت ابن او ابنة أب وأم معروفين بين الناس ولم تكون



مجهول النسب رميت بلا ذنب منك



هل لديك عائلة تعيشين معهم يحبونك وتحبينهم وإن اختلفتم



هل أنتِ ممن اختارك الله واصطفاك فابتلاك ليطهرك ويصفيك من الذنوب والمعاصي




هل صليت و تصدقت هل صمت و اعتمرت هل أنتِ محجبة



هل تستطيع تأدية شعائرك دون خوف



هل وهل و...

نعم عظيمة تغدق علينا ومن فوقنا وتحتنا وحولنا ولا نشعر بها



كم بلغ من عمري وعمرك ونحن نرى ونسمع ونتنفس ونتكلم ونعمل أعمالنا بأنفسنا دون الحاجة لأحد



كم مضى من هذا العمر؟

وكم مرة شعرنا بهذه النعم فشكرنا الله عليها



لو استيقظنا فوجدنا عينينا تؤلماننا لبكينا واشتكينا وعملنا كل ما في وسعنا لتعود العافية اليها


ودعونا الله ورجوناه ألا يحرمنا منها

وهكذا مع كل النعم ما أن نشعر بفقدان إحداها حتى أدركنا



أنها كانت معنا ونخشى من فقدانها




كم نملك من النعم التي لم نؤدي شكر الله فيها فإذا ما تعرضنا لمشكلة أو مرض



فزعنا واشتكينا ومن نشتكي أنشتكي الخالق إلى المخلوق ؟!


سبحان الله !! مازال يعطي بغير حساب



نعمه تتجدد علينا كل يوم ونحن عنها غافلون وفي غيرها راغبون






فأين شكر النعم في الرخاء أين شكر الله على هذه النعم



يقول الله تعالى

(( اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور ))




عندما سؤل الرسول صلى الله عليه وسلم عن سبب قيامه وتهجده حتى تتورم قدماه وقد غفر له ما تقدم من ذنبه




وما تأخر قال (( أفلا أكون عبدا شكورا))




يقول الله تعالى (( وأما بنعمة ربك فحدث))




نعم علينا أن نحدث بنعم الله علينا نتحدث
بنعمة الإسلام التي هي أكبر نعمة من الله بها علينا



نتحدث بنعم الله علينا فنسخر جميع نعم الله لطاعة الله والدعوة إلى الله حتى لو كان الإنسان



في مرض أو في سكرات الموت عليه أن يتحدث بنعمة الله عليه جاء شاب يعود عمر بن الخطاب

وعمر

يحتضر فرأى الشاب طويل إزاره فقال عمر له

(( ياغلام ارفع ثوبك فإنه أرضى لربك وأنقى لثوبك))



لم تنسي الآلام عمر أن يتحدث بنعمة الله عليه

مما أتاه من علم فحدث به وهو بين سكرات الموت



هناك من الناس من يتحدث عن كل مصيبة تلم به
ولا يتحدث عن فضل نعم الله عليه وليس المقصود



بذلك أن يخبر الناس بما لديه من أموال

وغيرها فذلك من المباهاة التي لا خير فيها

إنما المقصود



أن يسخر نعم الله عليه في نفع الأمة فيكون حدث بنعمة الله دون لسان تفاخر



فشكر النعم توجيهها في الازدياد من الخير وبذل الخير في ذكر الله في كل وقت وعلى كل حال



حتى نشعر بعظيم ماعندنا من نعم



فكم من نعمة هي بين أيدينا لم نؤدي شكر الله عليها ونريد غيرها وغيرها



والله تعالى يقول

(((وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)

سورة إبراهيم الآية7



وكما أنّ شكر النعمة يكون بصرفها بطاعة الله فإنّ كفرها يكون بصرفها في معصية الله



وكم من أقوام وأناس كانت لديهم من النعم ما لا تعد ولا تحصى

ففسدوا وفسقوا فزالت عنهم النعم



وصاروا لا يرى لهم أثر ولا يسمع عنهم خبر




تذكروا أحبتي


أن الله يعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ولكنه لا يعطي الدين إلا



لمن يحب فاشكروا الله على هذا الدين واشكروه على نعمه يزدكم



جعلني الله وإياكم من عباده القليلون الذين قال فيهم (( وقليل من عبادي الشكور))



أسأله تعالى أن يمنحنا شكر نعمه وتصريفها في طاعته والدعوة إليه



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك