الفجر القادم مشرف قسم دين ودنيا
عدد المساهمات : 220 تاريخ التسجيل : 19/06/2009
| موضوع: الورع وترك الشبهات الخميس ديسمبر 10 2009, 19:55 | |
| (بـاب الـورع وتـرك الشبهـات) عن عطية بن عروة السَّعْدِيِّ الصحابي t قال : قال رسول الله r : "لا يَبْلُغُ العَبْدُ أن يكون من المتقين حتى يَدَعَ ما لا بأس به حذرًا لِمَا به بَأسٌ" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح . إن الورع منزلة عظيمة لا يصل إليها إلا من تعلق قلبه بالآخرة فكلما ازداد العبد ورعا كلما كان أكمل في عبوديته لله سبحانه. قال r لأبى هريرة t: "كن ورعا تكن أعبد الناس" رواه ابن ماجة . ومن أعلى مقامات العبودية لله مقام التقوى عن النعمان بن بشير t قال : سمعت رسول الله r يقول : "إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام......." متفق عليه. تعريف الورع : الورع ترك ما يريبك ونفى ما يعيبك والأخذ بالأوثق وحمل النفس على الأشق. وقيل : ترك مالا بأس به حذرًا مما به بأس . لقد جمع النبي r الورع كله في كلمة واحد ة فقال : "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" صحيح رواه الترمذي وابن ماجة . فالترك هنا يعم مالا يعنى من الكلام والنظر والاستمتاع والبطش والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة. كمال الورع : سئل إبراهيم بن أدهم : بم يتم الورع؟ قال : بتسوية كل الخلق من قلبك واشتغالك عن عيوبهم بذنبك، وعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل لرب جليل . فكر في ذنبك وتب إلى ربك يثبت الورع في قلبك واحسم الطمع إلا من ربك (الحلية لأبى نعيم). نمـاذج مـن الـورع وتـرك الشبهـات : 1- أبو بكر الصديق t : عن عائشة – رضي الله عنها- قالت : "كان لأبى بكر غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام : أتدرى ما هذا؟ قال أبو بكر: وما هو؟ قال : كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أنى خدعته فأعطاني بذلك, فهذا الذي أكلت منه, فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه". رواه البخاري ومسلم . 3- عن عبد الله بن عمر– رضي الله عنهما -: قال: اشتريت إبلا وسقتها إلى الحمى فلما سمنت قدمت بها فدخل عمر t السوق فرأى إبلا سمانا فقال : لمن هذه ؟ فقيل : لعبد الله بن عمر فجعل يقول : يا عبد الله بخ بخ .. ابن أمير المؤمنين (ينادى على ابنه) فجئته أسعى فقلت : مالك يا أمير المؤمنين ؟ قال : ما هذه الإبل ؟ قلت : إبل أمضاء (هزيلة) اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى (مرعى عام للجميع) أبتغى ما يبتغى المسلمون. فقال عمر : ارعوا إبل بن أمير المؤمنين ! اسقوا إبل أمير المؤمنين ! يا عبد الله بن عمر خذ رأس مالك واجعل الربح في بيت مال المسلمين . (أخبار عمر). 4- نموذج رائع من بني إسرائيل: روى البخاري في كتاب (أحاديث الأنبياء) : أخبر النبي r عن طريق الوحي قصة من قصص بني إسرائيل حدثت فعلا وعلمها النبي r بالوحي فقال r : "اشترى رجل من رجل عقارا له فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب فقال الذي اشترى العقار : خذ ذهبك منى إنما اشتريت منك الأرض ولم أبتع الذهب. وقال الذي له الأرض : إنما بعت لك الأرض وما فيها. فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه : ألكما ولد ؟ قال أحدهما : لي غلام وقال الآخر : لي جارية. قال : أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسكما منه وتصدقوا" متفق عليه . مـن ثمـرات الـورع : 1- أعظم أسباب البعد عن الحرام . 2- من أسباب إجابة الدعاء . 3- من أسباب زيادة الإيمان في قلب العبد . 4- من أسباب راحة البال وطمأنينة القلب وانشراح الصدر .5- الفوز بمحبة الله جل وعلا ثم محبة الناس . 6- سبب في طهارة المجتمع وصلاحه . بعـض الـدروس المستفـادة : 1- السعي الحثيث للتحقق بمنزلة الورع وترك الشبهات .2- "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" 3- الإقتداء بالسلف الصالح في ورعهم وتركهم للشبهات . 4- الاجتهاد لجني ثمرات الورع .
| |
|