عامل الناس باخلاقك لا باخلاقهم

الحمدلله والصلاة على رسول الله وبعد
من القواعد الذهبية
التي ربّاني عليها والدي حينما كنت صغيرا وكنت أراها أفعالا وأقوالا فيه حفظه الله وأعانني على بره
كما أرضعتني إياها والدتي، ولم تفطمني حتى تأكدت من وصولها إلى عقلي وتربعها في قلبي فجزاها عني خير الجزاء وأعانني على برها
تلك هي القاعدة الرائدة السائدة المتمثلة في :

يا ولدي عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم

وأذكّر الجميع ونفسي فأقول:
أيها الأحبة أيود أحدنا أن يكون
مستودعا لأخلاق متناقضة
ومستنقعا لعبارات نابية

أم يود كل منا أن يكون
متحفا يضم أخلاق نادرة في حسنها وجمالها وتناغمها
ومركزا لألفاظ راقية عالية في رسمها ومدلولاتها
الرسول صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن فقط
وبحكم مكانه ومكانته ومسؤوليته فقد كان مضطرا لمعاملة ومقابلة
الصغير والكبير
الحكيم والسفيه
المسلم والكافر
وله من المواقف مع أهل المدينة والأعراب وغيرهم الكثير
وليس هذا مجال سرد شيء من سيرته العطرة
ولكن مواقفه تثبت ثبات أخلاقه ورسوخها
وتناغمها واطرادها
ولم ينقل عنه خلق مشين وحاشاه
بل كان يقول : لست بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذي
أما لنا في رسولنا قدوة حسنة وأسوة طيبة

((ما بال أقوام)) .. عبارة جميلة لا تسمح لأي تجريح أو تشهير باكتنافها
فمابال أقوام أضحت مواضيعهم - وللأسف - مزابل تجتمع فيها الهوام والدواب
وتتسرب منها روائح كريهة وأصوات مزعجة
يأنف المرورَ بها العقلاء، وربما مرّ بعضهم تائها في الطريق فتلثم
بمجرد أن يبدأ كاتب الموضوع في تلقي الردود حتى يأتي سيل جارف
من ألفاظ يستحي المرء من سماعها فضلا عن كتابتها أو قراءتها

ثم يعلق صاحب الموضوع بقوله:
أنا سأترفع عن الرد عمن لا يستحق الرد مثل فلان وفلان ..
ثم يعقب ذلك بعد ردين أو ثلاثة بالرجوع إلى صاحبه الذي لا يستحق الرد عليه
ليرد عليه بألفاظ أخرى لا تختلف عن صويحباتها غير أنها (مغلفة) بأقنعة تحسنها قليلا
وبعد أن تصل الردود على موضوع لم يكن ليحتمل هذه الردود ولا نصفها
ينخدع من يطّلع على صفحة الموقع بذلك الموضوع الذي يترأس الصفحة بل إن بعضهم يظن أن الموضوع مثبّت لا ثبته الله - الموضوع أقصد -
غير أن الصفحة تنوء بحمله ويثقل عليها تحمله
فتأتي لتدخل وأنت تُمَنّي نفسك بموضوع (نادر) يحمل الكثير من الفائدة فتتفاجأ وتنصدم وتحبط
حين يظهر لك السبب الحقيقي من وراء ستار ليقول لك (ترى الموضوع ما عندك احد)
وبعض المواضيع أشبه ما تكون بالشات (الشاة أكرمكم الله) أو الماسنجر من سرعة الرد والتراشق
حتى أن الذي يسير في أزقة الموضوع يحني رأسه حذر الإصابة بحجر أو قارورة أو (قوطي) جراء هذا التراشق

وإن كان الرجاء والعتاب من محبكم للجميع
فوالله إن العتاب واللوم والتعجب والاستغراب من بنات حواء أشد وأكبر
يا معاشر القوارير:
القارورة
إذا انكسرت جرحت
وإذا جرحت أدمت
والزجاج إذا انكسر لا يشعب ولا (ينترقع)
يا معشر البنات والأخوات والزوجات رفقا بـ(القواطي)
والله إني لأتحاشى الرد على بعض المعرفات المؤنثة لعدم قناعتي بأنها تخفي وراءها أنثى ناعمة
هل القذف واللعن والسباب والشتائم .. كلام نواعم ؟!؟!؟

ثم أنتم يا معشر الرجال :
رفقا بالقوارير
ودونكم سيرة رسول الله في تعامله مع الأنثى
وتقديره لغيرتها وحماستها وغلبة عاطفتها وقلة صبرها ونقص دينها وعقلها

ثم أقول لكتاب بناء الكرام:
يا معشر العرب أنتم قوم شرفكم الله باللغة العربية وجعلها لغة القرآن فرويدا رويدا حين الكتابة
وانتقوا من الألفاظ أطيبها كما ينتقى أطايب الثمر.

ولصاحب كل موضوع أقول:
إذا رد عليك أحدهم ردا مشينا يعبّر عن ثقافته المستنقعية،
فكن كالنخلة تُرمى بالحجر
فتُلقي أطيب الثمر
(وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)

وإذا رد عليك أحدهم ردا جميلا يعبّر عن ثقافته وذائقته الناصعة،
فكن كالنحلة تمصّ الرحيق
فتخرج العسل
(فيه شفاء للناس)

اللهم اجعلنا ممن يستمع القول ونتبع احسنه والله من وراء قصد

فكن كالنحلة تمصّ الرحيق
فتخرج العسل
(فيه شفاء للناس)
ما اروع الكلمات موضوع متميز جدا جدا وانى احبك فى الله طيووور الجنة

بورك فيكى ياخالتو ده والله من كرم اخلاقك وده بعض ما عندكم

ماشاء الله
موضوع رائع كصاحبته
جزاك الله الجنة حبيبتي

اللهم امين ويرزقنا واياكى الجنه يارب
عامل الناس باخلاقك لا باخلاقهم Icon_cheers

جزاكي اللة خير موضوع جميل

» مخالفات شرعية يقع فيها كثير من الناس
» الناس في أخلاقهم على سبع مراتب:
» حوار بين شهر رمضان وبين الناس ؟!