رأى أن الدولة الإسلامية هي صاحبة دعوة ورسالة، وأن الفصل بين الدين والدولة خطيئة كبرى، وأنّه لابدّ من قيام حكومة إسلاميّة تقوم على القواعد التالية: مسؤوليّة الحاكم أمام الله من ناحية، وأمام البشر من ناحية أخرى، ووحدة الأمّة في إطار الأخوّة، واحترام إرادة الأمّة .
"طيف من النور ألم بهذه الدنيا إلمام الغريب الطارئ أو الضيف العابر، ثم تركها ومضى، هذه هي قصة حسن البنا... ماذا يأخذ الطيف من الدنيا، أو ماذا يجمع لنفسه منها؟ لا شيء، وماذا يترك الطيف في هذه الدنيا حين يلم بها قديسًا من عالم القدسي، نورانيًّا من عالم النور؟، إنه يترك كل شيء حين يترك للضمائر نورها، وللنفوس قدسها وطهرها!!.. وهكذا كان حسن البنا، لم يأخذ لنفسه شيئًا وقد ترك للناس كل شيء!!.
لو أن حسن البنا كان رجلاًَ يعتنق فكرة لاتخذ لنفسه مسلك السلامة بين هذه القوى، ولكنه رجل سلكته فكرة وفاضت على عقله وقلبه، وعزيمته، وعصبه، وسخرته لمشيئتها، كان شحنة هائلة من روحانية الإسلام، فكان عليه أن يبلغ بقدر الله كل ما أمامه من بينات وآفاق ومحيطات، وما كان يملك أن ينازل بعض أعدائه ويهادن بعضًا.. وما كان يسعه في دين الله حين نازل الرأسمالية، أن يترك إلحاد الشيوعيين يسرح ويمرح في أنحاء البلاد، انتظارًا لفراغه من معركة الرأسمالية!! كلا، وما كان يسعه هذا الدين أن يترك فلسطين تقع غنيمة للطغيان، اعتذارًا بأنه لا يستطيع أن يحارب في ثلاث جبهات!!. إن شيئًا من ذلك كله ما كان يسعه، بل ما كان يملكه، لأن الرجل كان فكرة، والفكرة وحدة متماسكة الأجزاء، وإذا أسفرت شمسها الرائعة، أسفرت بكل عناصرها مرة واحدة من كل البيئات والأنحاء وهذا هو لب العبرة في جهاد هذا الإمام